عبد الحميد شومان (1890-1974)
ولد عبدالحميد شومان، مؤسس البنك العربي، في قرية بيت حنينا في فلسطين عام 1890 وشاءت الأقدار أن يعاصر واحدة من أكثر المراحل خطورة في التاريخ الحديث شهد العالم فيها تحولات جسيمة. فظل يؤرقه هاجس كأنه حدس بما يهدد المنطقة، أوصله الى اقتناع بوجوب دعم الحق بالقوة التي لا تتأتى في عصر تصارع المصالح إلا من خلال بناء اقتصاد متين.
عقد عبدالحميد شومان العزم على السفر الى بلاد المهجر بحثاً عن تحقيق ما يراوده من طموحات، فغادر الى الولايات المتحدة بحراً عام 1911. وما إن وصل هناك حتى راح يصل الليل بالنهار في عمل دؤوب، وتمكن في وقت قصير من تحقيق النجاح تلو النجاح الى أن أصبح لديه مصنع يحمل اسمه في مدينة نيويورك للألبسة الجاهزة يدر عليه ربحاً وفيراً.
بدأت الفكرة تتشكل لدى عبدالحميد شومان، مدفوعاً بحسه الوطني الصادق، بإنشاء بنك بمساهمة عربية مشتركة يلتزم بتنمية الاقتصادات العربية، ويشكل نواة لعمل عربي مشترك يسهم في دعم تلك الاقتصادات الناشئة وتنميتها، وذلك إيماناً منه بالدور الذي تقوم به المصارف في حياة الشعوب واقتصاديات بلدانها، فسارع بعد أول عودة له الى الوطن بعد 18 عاماً في المهجر، الى مقابلة رئيس مجلس إدارة بنك مصر، طلعت باشا حرب في القاهرة، ليطرح عليه فكرة تأسيس بنك مصري فلسطيني مشترك. إلا أن ظروفاً معينة حالت دون تحقيق ذلك المشروع.
وفي عام 1930 نجح عبدالحميد شومان في تأسيس البنك العربي، واهتم بفتح فروع للبنك في العواصم العربية ليكون البنك، كما أراده، بنكاً لكل العرب. وظل يتابع الأحداث السياسية فجذبه المد القومي العربي، وتحمس للوحدة بين سوريا ومصر، ووقف مع حركات التحرر الوطني العربي. وظل مسكوناً بالهاجس القومي منذ البداية حيث قال: "لما عزمت على تأسيس هذا البنك، لم أشأ أن أطلق عليه اسمي أو اسم قريتي بيت حنينا أو بلدي فلسطين، بل اسم الأمة العربية ووطني الكبير: فسميته البنك العربي".
وبفضل إخلاصه وتفانيه والمبادىء التي أرساها للبنك العربي أصبح هذا البنك من أكبر المؤسسات المصرفية ذات الامتداد العربي والعالمي. وظل عبدالحميد شومان يواكب رقي البنك الى أن توفاه الله في العام 1974، ووري جثمانه الثرى في المسجد الأقصى في القدس. وتسلم الراية من بعده أكبر أولاده عبدالمجيد شومان، ليواصل السير على الدرب الذي رسمه والده، فكانت له بصماته الواضحة في الحفاظ على هذا الصرح الاقتصادي الكبير، وخصّص كل وقته وطاقاته في سبيل رفعته واستمرار ازدهاره. وأصبح بفضل ذلك من الشخصيات الاقتصادية الكبيرة، ومن الرموز البارزة في القطاع المصرفي في الوطن العربي. وآمن بأهمية دعم العلم وتمويله ورعاية العلماء وتشجيعهم، ورعاية الإبداع الإنساني العربي.
ومن هنا راودته فكرة تأسيس مؤسسة عبدالحميد شومان التي أنشئت عام 1978، فالتقى ذلك التوجه والإيمان مع الحلم الكبير لعبدالحميد شومان وحسه القومي برفعة الأمة العربية وما يجب أن تبلغ من مكانة في مدارج العلم والتقدم.
ومن هنا راودته فكرة تأسيس مؤسسة عبدالحميد شومان التي أنشئت عام 1978، فالتقى ذلك التوجه والإيمان مع الحلم الكبير لعبدالحميد شومان وحسه القومي برفعة الأمة العربية وما يجب أن تبلغ من مكانة في مدارج العلم والتقدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق