لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب == ولا ينال العلى من طبعه الغضب
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
( ثلاثة مَن كنَّ فيه آواه الله في كنفه , وستر عليه برحمته وأدخله في محبته ) قيل :
ما هن يا رسول الله ؟ قال ( مَن إذا أُعطي شكر , وإذا قَدر غفر , وإذا غَضب فتر )
عنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا : ( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ
وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ ) رواه أبو داود (4782)
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً أن الرجل الشديد، والرجل القوي ..
ليس هو الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه، ولكن الشديد هو الذي يملك
نفسه عند الغضب، فقال: (( ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) [متفق عليه].
سئل : يارسول الله ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل؟ قال: ((لا تغضب))
[رواه أحمد]. وذلك لأن الجزاء من جنس العمل، فمن تخلق بالحلم، ومشى بالتسامح،
وتعامل بالعفو يكافئه المولى جل وعلا بالعفو عنه وعدم الغضب عليه.
لقد كان من روائع دعائه صلى الله عليه وسلم ومن جوامع كلمه قوله:
(( اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا)) [رواه أحمد].
وما أعظم هذا الدعاء لمن يتأمله! إنه دعاء عظيم، وهو مع ذلك يحمل في
طياته توجيهاً من المصطفى للمسلم بأن يكون عادلاً، وأن يقول كلمة
الحق في حال غضبه وفي حال رضاه.
روي عن ذي القرنين – رحمه الله تعالى – أنه لقي ملكاً من الملائكة فقال:
( علمني علماً أزدد به إيماناً، قال: لا تغضب فإن الشيطان أقدر ما يكون
على ابن آدم حين يغضب، فرُدّ الغضب بالكظم، وسكّنه بالتؤدة، وإياك
والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت حظّك وكن سهلاً ليّناً للقريب والبعيد،
ولا تكن جبّاراً عنيداً ).
وقال ابن القيم – رحمه الله: (دخل الناس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهةٍ
أورثت شكاً في دين الله، وباب شهوةٍ أورثت تقديم الهوى على طاعته
ومرضاته، وباب غضبٍ أورث العدوان على خلقه ).
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنما يعرف الحلم ساعة الغضب ..
وكان يقول : أول الغضب جنون ، وآخره ندم ، ولا يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار ،
وربما كان العطب ( أي الهلاك ) في الغضب ، وقيل للشعبي : لأي شيء
يكون السريع الغضب سريع الفيئة ، ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة ؟
قال : لأن الغضب كالنار فأسرعها وقوداً أسرعها خموداً .
قال ابن حبان –رحمه الله تعالى – " سرعة الغضب من شيم الحمقى كما أن
مجانبته من زي العقلاء , والغضب بذر الندم فالمرء على تركه قبل أن يغضب
أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب "
قال ابن القيم رحمه الله تعالى " ولما كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة ,
وكان نهاية قوة الغضب القتل , ونهاية قوة الشهوة الزنى جمع الله –تعالى- بين
القتل والزنى , وجعلهما قرينين في سورة الأنعام , وسورة الإسراء , وسورة الفرقان ,
وسورة الممتحنة , والمقصود أنه سبحانه أرشد عباده إلى ما يدفعون به شر قوتي
الغضب والشهوة من الصلاة والاستعاذة "
قال الأحنف بن قيس –رحمه الله تعالى – وصية لابنه : يابني:
إذا أردت أن تواخي رجلا فأغضبه , فإن أنصفك وإلا فاحذره .
قال أحد السلف: ( ما تكلمت في غضبي قط بما أندم عليه إذا رضيت ).
وقال حكميا لابنه: ( يا بني لا يثبت العقل عند الغضب كما لا تثبت
روح الحي في التنانير المسجورة ، فأقل الناس غضباً أعقلهم ..)
وقال آخر: ( من أطاع شهوته وغضبه قاداه إلى مهلكته )
وقال آخر إياك وعزة الغضب فإنها تفضي إلى ذل العذر .
وقال آخر ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام , ولا من شروط الكرم إزالة النعم .
ولقد سمعت في إحدى الحصص التربوية في قناة دينية ان الناس في الغضب
أربعة أصناف
1- صنف سريع الغضب سريع الرضا
2- صنف بطئ الغضب بطئ الرضا
3- وصنف سريع الغضب بطئ الرضا
4- وصنف بطئ الغضب سريع الرضا .
والصنف الرابع افضلهم
واعتبر نفسي من الصنف الاول
واجاهد نفسي ان اكون من الصنف الرابع